روح الحياه @صاحب المنتدى@
~|| الديانة||~ : مسلم الاوسمة : الابراج : عدد المساهمات : 3467 نقاطك : 9024 السٌّمعَة : 20 تاريخ الميلاد : 16/09/1991 تاريخ التسجيل : 22/09/2010 العمر : 33 الموقع : https://brans.ahladalil.com العمل/الترفيه : مشاغب المزاج : رايق
| موضوع: الخطبه الثانيه من لا تحاسدو الخميس أكتوبر 28, 2010 8:40 am | |
| الخطبة الثانية |
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الهادي الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد: ويمضي التوجيه النبوي الكريم في هذا الحديث الجامع العظيم نهياً عن رذائل الأخلاق, التي توقع بين المسلمين الشقاق, وتنافي معاني الأخوة فينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الظلم والكذب واحتقار الآخرين، فالظلم ظلمات يوم القيامة، حرم الله تعالى الظلم على نفسه وجعله محرماً بين عباده، وعد بإجابة دعوة المظلوم وتوعد بعقاب الظالم, وكم رأى الناس في مصارع الظالمين عجباً! وفي مآل أمورهم عبراً!
وسواء كان الظلم من دول أو حكام أو مسؤولين أو بين عامة فليتق الله كل من ولاه الله أمر ضعيف، من خادم أو عامل أو يتيم أو كانت له ولاية، فإن الجبار سبحانه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
إن الحيف والظلم وسلب الحقوق وإهدار الكرامات مبعث للشقاء ومثار للفتن, وإذا فشا الظلم والتظالم في المجتمع كان بداية السقوط والزوال، أو أن يتسلط عليهم جبروت الأمم فيذيقهم من مرارة العبودية والإذلال ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال.
عباد الله، وفي حديث النبي العظيم النهي عن الكذب الذي من اتصف به كان حقيراً، وعند الله والناس دنيئاً صغيراً, صفة يكرهها الرحمن وتنافي الإيمان، إِنَّمَا يَفْتَرِى ٱلْكَذِبَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ [النحل:105].
أما المؤمن الصادق فهو كريم الطباع، مأمون الجناب، مرموق بالمحبة والإجلال, يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة:119], والصدق يهدي إلى البر والجنة, ويرفع صاحبه إلى مرتبة الصديقين مع الأنبياء والصالحين.
أما احتقار المسلمين فدناءة في النفس وكبر في القلب، وفي صحيح مسلم: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس))[1] أي احتقارهم, وهو صفة الشيطان ومانع من الهداية، سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأرض بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا [الأعراف:146]، وما من خلق ذميم إلا والكبر يدب إليه.
فاتقوا الله عباد الله، وتواضعوا لخلق الله، فالله أعلم بمن اتقى، ورب ضعيف مستضعف أشعث أغبر، ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، فلا تحقرن مسلماً ولو كان مقصراً. وفي صحيح مسلم: ((بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم))[2]. يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ وَلاَ نِسَاء مّن نّسَاء عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مّنْهُنَّ [الحجرات:11]، فالميزان عند الله والكرامة بالتقوى والديانة إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ [الحجرات:13], فليست التقوى ادعاءً أو تصنعاً ورياءً.
وأشار النبي إلى صدره ثلاث مرات وهو يقول: ((التقوى ها هنا))، وإذا وجدت التقوى في القلب ظهر أثرها على العمل والجوارح.
ثم يختم الحديث بقاعدة عظمى من قواعد الإسلام: ((كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)).
وكفى بهذه العبارة بلاغاً، إن حرمة المسلم عند الله عظيمة, وعاقبة التعدي عليه وخيمة، فمهما أخطأ أو قصّر تعمد أو تأول لا يحل دمه وعرضه وماله فكل ذلك معصوم إلا بكتاب الله، والتساهل في ذلك أو الاجتهاد فيه بلا علم باب شر وفتنة وبلاء ومصيبة، عافانا الله وإياكم.
[1] أخرجه مسلم في الإيمان، باب: تحريم الكبر وبيانه (91).
[2] أخرجه مسلم في البر والصلة، باب: تحريم ظلم المسلم وخذله (2564).
|
| |
|